CLICK HERE FOR FREE BLOGGER TEMPLATES, LINK BUTTONS AND MORE! »

الأمُ وسُوء تَربيَة الطِفل

تعتبر الأم أسوة وقدوة للطفل ومرشدة ً له في الحياة , فيجب أن يكون سلوكها وأعمالها مثالاً يقتدى به الطفل لأنه يحتاج الى صورة واضحة عن الحياة أمامه , وتمثل الأم أول شخص يرسم تلك الصورة ويجسمها له . فلا يكفي أن تزيد سعادته   بالكلام فقط بل لابد من التخطيط  وبدونها لايمكننا أن نأمل مستقبلاً زاهراً له فما أكثر الأطفال الذين
يصبحون ضحية لسوء تربية الأمهات المباشر وغير المباشر وتحف بهم المخاطر الجمة في طريق حياتهم .
انواع سوء التربية : تقوم  بعض الأمهات ببعض الأعمال والأفعال غير المدروسة تؤدي الى سوء تربية الطفل , ويمكن أن يكون سوء التربية مباشراً أو غير مباشراً .
سوء التربية المباشر : نشير هنا الى ملاحظات عديدة منها :
1 ــ الأمر بالسباب : تعلم الأمهات أطفالهن بعض الكلمات الركيكة وتطالبنه بالتلفظ بها لخروجها من فمه حلوة جميلة , ويمكن أن يتعلمها الطفل من الشارع وتقوم الأم بتشجيعه على تكرارها وإعادتها في الإجتماعات العائلية لتكسبها مرحاً وسروراً وهي غافلة عن خطورة التصرف هذا لأنه الآن سيتلفظ بها حلوة وبلهجة طفولية ولكنه سيتعلمها بالتكرار وستصبح عادية على لسانه عندمل يكبر وسيكون عندها من الصعب إزالتها .
2 ــ الأمر بالضرب : يجب ان لايجد الطفل الجرأة على ضرب أمه وأبيه او اخوانه أو أخواته الأصغر منه , يمكن أن تكون ضرباته ضعيفة لاتلحق ضرراً بأحد ويبدو عمله ذلك للوهلة الأولى جذاباً لأنه طفل صغير ولكن علينا أن لاننسى أن تكرار ذلك سيعوّده عليه مما سيؤدي الى ما لا يحمد عقباه .
3ــ تعليم الخرافات : يعتبر تلقيم الخرافات للطفل من سوء التربية مثل عدم سكب الماء الحار في الظلام أو عدم العبور في المقابر ليلاً , وإذا نعق الغراب فمعناه كذا و. . . . ألخ .
سوء التريبة غير المباشر : يكون كل عمل تقوم به الأم وكل كلمة تتلفظها برنامج عمل لحياة الطفل حالياً وفي المستقبل . فلا تتصور الأم أن طفلها غير منتبه ومشغول بألعابه فإن أذنه وعينه مفتوحتان يسمع ويرى كل شيء . وفي أكثر الأحيان يراقب الطفل حركات الابوين وسكناتهما ويحد أذنه لسماع كلامهما . ولذا سيكون عدم الدقة في الأفعال والأقوال ضرباً من التعليم الغيرمباشر للطفل ومن جملتها :
 أفعال الأم الظاهرية : تسري آثار أفعال الأم السيئة للطفل مثل عدم قيامها بواجباتها في المنزل , وإظهار الكسل والأوامر النواهي الواهية والتفاخر والإستعلاء على الآخرين والتوعد والتهديد الفارغ , و . . . ألخ . وتعتبر من طرق سوء التربية اللامباشرة . ومن أنواعها الأخرى , عدم الوفاء بالوعد , المخادعة والحيلة , فسيتقمصها الطفل وتصبح عادة له , ويفقد في هذه الأجواء ثقته بأمه أولاً ويتعلم طرق التملص من أعباء المسؤولية ثانياً وسيكون طبيعياً للطفل أن يرز نفسه كما تعلم فعلى الأم مراعاة الدقة والإحتياط في أعمالها وتصرفاتها .
أقوال الأم : يكتسب الطفل من أمه الكلمات الركيكة , والهمز واللمز وكلمات الإستهزاء , وحتى الإيمان الصادقة والكاذبة . وتعتبر كلها نوعاً من سوء التربية .
سوء التربية في التعامل : يجب على الأم أن لا تخطـّىء زوجها عند غيابه أمام طفلها نتيجة لمشاجرة كلامية بينها وبينه لانها ستحطم بذلك صرح المثالية له وتجعل جو الأسرة مضطرباً . وتعطي الطفل دروساً في سوء التربية عندما تتهجم على جيرانها وتذكرهم عند غيابهم بالسوء والفحشاء في الوقت الذي تبدي ودّها و حسن علاقتها أمامهم . فيجب أن نتوقع الآثار الخطيرة عليه عندما تتوسل بالكذب لتبرئة نفسها وعندما تبذر بذور النفاق والعداوة بين أثنين بالنميمة فلا ننتظر من الطفل خلاف ذلك .
الضيافات والدعوات : يشترك الطفل عادة مع أمه في المجالس ويتعلم منها آداب التعامل وواجبات الضيافة والمعاشرة , ويقتبس منها كتم الأسرار والعلاقات الخاطئة والصحيحة والمزاح والملاطفات المناسبة والغير مناسبة , ويفهم منها ما هو الإخلاص ؟ وكيف يتعاملون مع بعضهم البعض؟ فلماذا ندع الطفل يتعلم دروس الخيانة والرياء ؟ ! تعطي الأم لطفلها درساً في الخيانة عندما تمتنع عن اكل فاكهة معينة عند حضور المضيف بحجة عدم شهيتها وتأكلها عند غيابه . وتلقنه درساً في سوء التربية عندما تجعل منه أضحوكة أحياناً في مجالس الضيافة لإضفاء جوٌ من المرح والفكاهة والبهجة على المجلس وتجبره على محاكاة بعض الأصوات وتلفظ بعض الكلمات بلهجته الطفولية العذبة وتغفل عن أن مثل هذا الأمر سيكون على حساب أخلاقه وأحترامه في المستقبل .
سوء التربية النفسية : تلقن الأم طفلها درساً عندما ترتعد فرائصها لقفزة فأر صغير أو تصرخ مستغيثة من صرصار على الجدار وغيرها من ردود الافعال اللاإرادية . وقد علمت الطفل أن يكون مثلها عندما تفقد شجاعتها وجرأتها لرؤية خنفساء واحدة حيث تفقد صوابها لذلك . لاشك أن الإنسان يتأثر بالمصائب ولكن عليه أن لا يضعف ولا يستسلم للأوهام ولا يخرج عن طوره الطبيعي ليعيش في دوامة من القلق والإضطراب . تزوق الأم وجهها وتجميله بمواد التجميل دائماً لنقص فيه أو لزيادة جماله , وشعورها بالحقارة وما تبديه من تأثرها الدائم لهذا النقص يعطي الطفل درساً بأن الجمال ينحصر بالوجه والظاهر وأن الظاهر القبيح من النقائض الخطيرة .
سوء التربية عند المعاقبة والتشجيع : يبعث على غرور الطفل تمجيده بما ليس فيه و وصفه بأنه أشطر وأذكى وأعقل من الآخرين ويؤدي به الى حب الذات ويعتبر هذا من عوامل سوء التربية . وتشكل المعاقبة القاسية والمزدوجة بالإهانة درساً سيئاً للطفل . لا تطلب الأم عادة من الطفل أن يكذب ولكنها تضعه في كماشة وتضغط عليه بنظراتها حيث تجعله مجبوراً ــ لإنقاذ نفسه ــ أن يتوسل بالكذب . يمثل هذا في حقيقته نوعاً من الإجبار على الكذب وسوء التربية . يجب أن لا نقوم عند تأديب الطفل ومن اجل تقوية معنوياته بتلقينه مفاهيم مغلوطة وخاطئة , فمثلاً قول الأم : ( إن الولد لا يبكي , و أن البكاء للبنات ) يمكن أن يؤدي الى توقفه عن البكاء فتتصلب إرادته و لكنها تضعف جانب البنت وتشوهها في ذهنه نتيجة ذلك .
السيطرة والتحكم على وسائل الإعلام : تبث إجهزة الإعلام ( الجرائد , المجلات , الكتب , الراديو , السينما , وجهاز التلفزيون ) برامجاً سيئة لتربية الطفل أو على الأقل لا تناسبه . وحيث يعتبر الطفل ممثلاً جيداً يقوم بمحاكاة كل مايراه ويسمعه , وتحرك عنده عادات الممثلين وتصرفاتهم في الأفلام غريزة المحاكاة فيجب على الأم التحكم والسيطرة على هذه البرامج إن أرادت إصلاح الطفل وتربيته تربية صالحة .

للدكتور علي القائمي

Follow Us